WhatsApp

كيف يسبب دعم الأهالي زيادة انتكاس مدمن المخدرات؟

يعتبر الإدمان من أكبر التحديات التي تواجه الأفراد وأسرهم في العالم المعاصر. يدرك الكثيرون أن دعم الأهل للمدمنين قد يكون له تأثيرات إيجابية، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن هذا الدعم، عندما يأتي بشكل غير مدروس أو غير صحيح، يمكن أن يؤدي في الواقع إلى زيادة انتكاسات المدمنين. في هذا المقال، سنستعرض كيف يمكن لدعم الأهالي أن يسهم في تفاقم مشاكل الإدمان، كما سنقترح طرقاً للتعامل بشكل صحيح مع هذه المسألة.

فهم الادمان

قبل أن نبدأ في مناقشة تأثير دعم الأهل، من المهم فهم طبيعة الإدمان. الإدمان ليس مجرد ضعف إرادة أو قرار شخصي؛ إنه حالة معقدة تتعلق بالتغيرات في كيمياء الدماغ. عندما يتعاطى الشخص المخدرات، تتأثر مواد كيميائية معينة في الدماغ مثل الدوبامين، مما يؤدي إلى شعور مؤقت بالسعادة. ومع الوقت، يزداد الاعتماد على هذه المواد لتحقيق نفس المستوى من السعادة، مما يجعل من الصعب على المدمن التوقف.

ينبغي على الوالدين توخّي الحذر عند تقديم الدعم المالي

تبرير التصرفات

تبرير سلوكيات المدمن بحجة أنه يمر بظروف صعبة يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية كبيرة. في كثير من الأحيان، يقوم الأهل بتبرير سلوك المدمن بحجة أن الضغوط الحياتية أو المشاكل النفسية هي المسؤولة عن سلوكه. هذا النوع من التبرير يمكن أن يعزز من فكرة أن المدمن ليس بحاجة إلى تغيير.

الأهل الذين يقومون بتبرير سلوكيات المدمن قد يتجاهلون الحاجة الملحة للمواجهة. بدلاً من تقديم الدعم اللازم للتغيير، فإنهم يدفعون المدمن إلى الاستمرار في سلوكه السيئ.

إغفال العلاج المهني

أحيانًا، يكون دعم الأهل للمدمنين مرتبطًا بإغفال الحاجة إلى العلاج المهني. قد يعتقد الأهل أن حبهم ودعمهم الشخصي كافٍ لمساعدة المدمن على التعافي. ولكن الإدمان هو حالة طبية تتطلب مساعدة متخصصة.

للتغلب على التحديات التي تطرأ من دعم الأهل، من الضروري اتباع بعض الخطوات التي تضمن تقديم دعم فعّال مع الحفاظ على حدود واضحة:

كيف يمكن للأهل دعم المدمن بشكل صحيح؟

وضع حدود واضحة:

يجب على الأهل أن يضعوا حدودًا واضحة لسلوكيات المدمن. من المهم أن يكون هناك توازن بين تقديم الدعم والحزم.

الحوار المفتوح بين الوالدين والمُدمِن حول السلوكيات المقبولة وغير المقبولة

توفير العلاج المهني:

يجب أن يكون الأهل نشطين في البحث عن خيارات العلاج المتاحة، مثل برامج إعادة التأهيل أو الاستشارات النفسية.

يمكن للوالدين أيضًا تشجيع المُدمِن على الانخراط في أنشطة تُعزّز التعافي

الالتزام بالواقعية:

يجب أن يكون الأهل واقعيين بشأن طبيعة الإدمان. من المهم الاعتراف بأن الحب وحده لا يكفي.

يمكن للوالدين تعزيز معرفتهم حول الإدمان من خلال القراءة أو حضور الورش التدريبية

الخاتمة

في النهاية، يجب أن يدرك الأهل أن دعمهم للمدمنين يمكن أن يكون له تأثير كبير على رحلة التعافي. من خلال وضع حدود واضحة، وتوفير العلاج المهني، والالتزام بالواقعية، يمكن للأهل أن يلعبوا دورًا إيجابيًا في مساعدة المدمنين على التعافي. بذل الجهود اللازمة لفهم كيفية تقديم الدعم بشكل صحيح يمكن أن يسهم في تحسين جودة حياة المدمنين ويساعدهم على الخروج من دائرة الإدمان.

Scroll to Top